استهل منتدى الجزيرة الثاني عشر، أولى جلساته لليوم الأول من أعمال المنتدى بجلسة حوارية بعنوان "عام على الأزمة الخليجية: حصيلتها ومساراتها المقبلة"، وتحدث فيها كل من الدكتور ماجد الأنصاري، أستاذ مساعد في علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر، والدكتور فيصل أبوصْلِيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، والدكتور عبد الله الغيلاني، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الاستراتيجية بسلطنة عُمان، والباحثة الإيطالية سينزيا بيانكو، المختصة في شؤون الخليج والشرق الأوسط، والدكتور محمد سي بشير، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تيزي أوزو بالجزائر.

 

وقد تناول المتحدثون حصيلة الأزمة الخليجية التي مضى على اندلاعها حوالي عام، وما صاحبها من إجراءات وسياسات وضعت الوحدة الخليجية والأمن الإقليمي على المحك. وتحدث الدكتور ماجد الأنصاري عن دلالات هذه الأزمة على مستوى المنطقة، والتي تبدأ من النظر إلى وضعية مجلس التعاون الخليجي الذي تحدث الجميع سابقًا عن إمكانية انهياره، لكن هذا التخوف لم يحدث بسبب أن المجلس لم يكن له دور سياسي مؤثِّر في السابق، مع أنه سيبقى أمل الشعوب الخليجية في المستقبل. وأوضح الأنصاري أن الأزمة منذ يومها الأول لم تقتصر على وجود مشكلة بين حكام أو أنظمة حكم، بل تجاوزت ذلك إلى التأثير على علاقات الشعوب الخليجية التي يُعوَّل عليها من أجل بقاء منظومة مجلس التعاون كاستثمار مستقبلي للأجيال المقبلة.

 

أما الدكتور فيصل أبوصْلِيب؛ فنبَّه إلى بروز تأثير سعودي-إماراتي على صانع القرار الأميركي، وضعف العامل الأيديولوجي لدى إدارة دونالد ترامب، يوازيه التركيز على الاعتبار والعامل المادي في التعاطي مع القضايا في المنطقة، فالإدارة الأميركية تعرف ماذا تريد من دول الخليج، ودول الخليجي بدورها تعرف ماذا تريد الولايات المتحدة. من جانبه، قال الأكاديمي عبد الله الغيلاني: "إننا اليوم أمام مطالب لم تعد مقنعة تمامًا، فالأزمة في مستواها الجذري ليست جديدة، بل لها شواهد تاريخية مثل دعم الانقلاب على النظام القطري عام 1996، وقد كان هناك دومًا استهداف للسيادة القطرية.

 

أما سينزيا بيانكو، فقالت: إن الاتحاد الأوروبي يرى في الأزمة الخليجية انتكاسة قوية للغاية، ورغم التوافق في أوروبا على أن هذه الأزمة لها آثار عكسية، إلا أن القدرة على التأثير القوي والدفع إلى حل لم يعد مؤكدًا، فهناك عدد من الجوانب الدبلوماسية على الدول الأوروبية أن تتكيف معها قبل أن تتبنى دورًا أكثر أهمية. أما الدكتور محمد سي بشير فحذر من أن يواجه مجلس التعاون الخليجي مصير الاتحاد المغاربي، ويصبح كيانًا قائمًا بلا فاعلية أو صلاحيات. وعقد بشير مقاربة بين تجربة الاتحاد المغاربي ومجلس التعاون الخليجي لافتًا إلى أن الاتحاد المغاربي وُلِد ميتًا، وعلى دول التعاون أن تستفيد من هذه التجربة حتى لا تواجه نفس المصير.