قالت كلير شورت، وزيرة التنمية الدولية البريطانية سابقًا: إن هناك ارتباكًا وعدم تفاؤل في كل مكان، وكأن التفاؤل والإلهام غابا عن المشهد الدولي، "ومن الملاحظ على سبيل المثال أن لدينا حراكًا في بريطانيا وفي أوروبا وفي أميركا، لكن النخبة الحاكمة غير متمكنة ولذلك لا نعرف ما يجري بل من الصعب قراءة التغيرات والتطورات، وأحيانًا نشعر بأن الوضع الراهن لن يستمر نظرًا للعديد من الأسباب، منها: تغير المناخ، وتراجع العدالة، والشعور بالغضب في الدول المتقدمة والنامية، وغياب الريادة السياسية".

 

وبيَّنت شورت، خلال كلمتها في حفل العشاء الذي نظَّمه منتدى الجزيرة الثاني عشر في نهاية أعمال يومه الأول، 28 أبريل/نيسان 2018، بالدوحة، المفارقات التي يعرفها واقع العلاقات الدولية الراهن؛ حيث "نعيش في العصر الرقمي وعصر التواصل الاجتماعي الذي أعطانا فرصًا غير مسبوقة لتمكين الإنسان من التقارب والتفاهم، وما يوفره لنا هذا العصر لم يكن موجودًا من قبل ولم يحظ به أي جيل سابق من الناس. هذا فضلًا عن أن العالم لم يعد يعرف انقسامًا أيديولوجيًّا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن قيادة العالم الراهنة غير قادرة على تطويره انطلاقًا من أسس المساواة وتخفيف الإنفاق على الجوانب العسكرية".

 

وقالت شورت: إن اهتمامها بالشرق الأوسط يعود إلى زيارة قامت بها إلى فلسطين مع وفد برلماني أوروبي عقب الانتفاضة الأولى، وتأثرها بالوضع هناك، وقد عادت مرات عديدة، وكانت تلاحظ في كل مرة أن الوضع يتفاقم من الناحية الأمنية وفي مجال انتهاكات حقوق الإنسان.

 

وأوضحت وزيرة التنمية الدولية البريطانية سابقًا أن "التغيير قادم لا محالة كما سمعنا في عدد من المداخلات هذا الصباح، لكن يصعب التنبؤ بالمستقبل؛ فالناس تفكر فيما سيحدث وفيما هو متوقع غير أن تحديده بشكل دقيق يصعب جدًّا. ومن المعلوم أن الاستخبارات العالمية رغم ما لها من قوة ضاربة لم تكن تعرف أن الاتحاد السوفيتي سينهار، ونفس الشيء بالنسبة للربيع العربي فهو لم يكن متوقعًا".

 

وقالت شورت: "إننا اليوم بحاجة إلى التأكيد على جملة من القيم وعلى رأسها الدفاع عن الكرامة والعدالة لكل الأشخاص وهذا يحتاج للمثابرة والصبر. وأتذكر أننا كنا نقاطع شراء البرتقال القادم من جنوب إفريقيا أيام نظام الفصل العنصري، وكان الكثير من الأشخاص يضحكون ويسخرون؛ إذ يستبعدون زوال ذلك النظام. ولا ننسى أن رئيسة الوزراء السابقة، مارغريت ثاتشر، كانت قد وصفت الزعيم جنوب الإفريقي، نيلسون منديلا، بالإرهابي، ومن المعلوم أن مانديلا انتصر في نضاله وزار بريطانيا وحل ضيفًا على قصر باكنغهام، كما قدم خطابًا أمام مجلس اللوردات ومجلس العموم، بل إن شخصيات محافظة في المجلسين كانت تقفز لالتقاط صور مع مانديلا، إنه شيء لم يكن متوقعًا إطلاقًا".

 

وذكرت شورت أن هذا النضال والوقوف مع أصحاب الحق والذي حصل مع جنوب إفريقيا لابد وأن يستمر مع الفلسطينيين، وكما تمت مقاطعة جنوب إفريقيا يجب مقاطعة إسرائيل. "وفي الختام لابد من الوقوف إلى جانب العدالة والحق والتعاون والحرية من أجل تلك القيم والدفاع عنها".