بالقدر الذي يكون الإعلام معنيًّا، في تغطيته للأزمات والصراعات والحروب، برواية الأحداث وتأطير تطوراتها ومساراتها ونقل وجهات نظر الفاعلين فيها، يكون أيضًا معنيًّا بإبراز البعد الإنساني لتلك الأزمات والتداعيات الناجمة عنها، وهو ما يتقاطع مع جوهر العمل الإنساني. كما أن التوظيف السياسي للإعلام غالبًا ما يُشكِّل وقودًا للأزمات والصراعات، خاصة إذا اعتمد الفبركة الإعلامية التي تخلق حالة سياسية مصطنعة مخالفة للواقع من أجل التأثير في المواقف والمسارات والقرارات السياسية، وهو ما يهدد الأمن والسلم والاستقرار ويؤثر سلبًا على الأوضاع الإنسانية بالدرجة الأولى ويفاقم أخطارها. فما وظائف الإعلام خلال الأزمات والصراعات والحروب؟ وما القيم التي تؤطِّر العمل الإعلامي والعمل الإنساني؟