لئن قفزت إيران إلى الواجهة كأحد عناوين الأزمة الخليجية الراهنة إلا أن علاقتها مع دول الخليج العربية ظلت لعقود طويلة مضطربة يهيمن عليها التوتر والتوجس المتبادل أكثر من التعاون والعمل المشترك. وقد مثَّلت الأزمات المنتشرة في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط ساحة اختبار ميداني تجلَّت فيها ملامح ذلك التوتر الذي تصاعد في بعض الأحيان ليتحول إلى صراع مسلح. ونظرًا لتعدد أزمات المنطقة واتساع نطاقها بما يجعل حلها مستبعدًا في المستقبل المنظور، فإن اضطراب العلاقات بين إيران وجيرانها العرب سيبقى عاملًا أساسيًّا من عوامل عدم الاستقرار ومصدرًا لتهديد أمن المنطقة وتعطيل نموها وازدهارها. فهل يمكن لعلاقات العداء وصراع النفوذ أن تتحول إلى علاقات تعاون وتنسيق وبناء مصير إقليمي مشترك؟ هذا ما تسعى الجلسة الثانية إلى بحثه ومناقشته.