ينظِّم مركز الجزيرة للدراسات "منتدى الجزيرة" في دورته الحادية عشرة بالعاصمة القطرية الدوحة، يومي 15-16 إبريل/نيسان 2017، تحت عنوان: أزمة الدولة ومستقبل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط.
تأتي هذه الدورة من المنتدى في ضوء ما تعيشه الدولة العربية منذ نشأتها أزمة بنيوية متعددة الأوجه تعود في بعض وجوهها إلى السياق التاريخي الذي ولدت فيه كوريث للاستعمار الذي خلَّف لديها عاهات مستديمة، من أبرزها: التبعية للخارج على المستوى الدولي، والتجزئة على المستوى الإقليمي، والاستبداد على المستوى المحلي. وعلى مدى العقود الماضية تفاقمت تلك الأزمة وتجلَّت في تعدد مظاهر الفشل:
- فشل في بناء نظام سياسي تعددي.
- فشل في بناء اقتصاد قوي ونموذج تنموي مستدام.
- فشل في إدارة علاقات دولية متوازنة بعيدًا عن التبعية والتذيل للقوى الأجنبية.
- فشل في تأسيس إجماع وطني ونحت هوية وطنية جامعة قادرة على إدماج كافة مكونات المجتمع.
- فشل في التكامل العربي وردم الهوة التي خلقتها خرائط وتسويات ما بعد الحرب العالمية بين القوى الدولية المتصارعة.
انعكس فشل الدولة العربية وتفاقم أزماتها المتعددة على الوضع الإقليمي، فرغم تعدد محاولات التكتل والتقارب بين بلدان المنطقة، لم يتمكن العرب من بناء نظام إقليمي فاعل ومنسجم في توجهاته وسياساته الداخلية والخارجية. فقد ظلت الجامعة العربية منذ إنشائها إطارًا شكليًّا للقاءات القمة دون أن تتحول إلى محرك للتعاون والعمل المشترك، ولم تفلح تجارب التكتل الإقليمي الأخرى (اتحاد المغرب العربي/مجلس التعاون العربي/مجلس التعاون الخليجي) في حشد إمكانات الدول المنضوية تحتها لمواجهة تحديات العولمة الاقتصادية والثقافية فاندثر الأول وشُلَّ الثاني وظل أثر الثالث محدودًا. بالمقابل، ساد الانقسام بدل الوحدة والتنافس بدل التكامل، ودخلت المنطقة في صراعات متشعبة ومستمرة زادها التدخل الخارجي تعقيدًا.
ولم يكن الربيع العربي إلا لحظة كاشفة عن مدى هشاشة الدولة وضعف الأنظمة السياسية التي قادتها لعقود؛ فقد تزايد عدد البلدان العربية المهددة، مباشرة أو بشكل غير مباشر، في أمنها واستقرارها ووحدتها المجتمعية والترابية. كما دخل النظام الإقليمي المأزوم في مرحلة موت سريري، ولا يبدو أنه سيجد توازنه واستقراره إلا في ظل ترتيبات جديدة تأخذ بعين الاعتبار إصلاح الدول العربية إصلاحًا عميقًا يعالج أزماتها الهيكلية ويحقق التكامل فيما بينها. بدون ذلك، ستظل المنطقة العربية ساحة خصبة لتنافس المشاريع الإقليمية الأخرى، وسيظل الصراع هو الآلية الأبرز لنحت مستقبل الشرق الأوسط.
يناقش منتدى الجزيرة الحادي عشر أزمة الدولة العربية وأثرها على مستقبل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط ضمن المحاور التالية:
محاور للنقاش:
- الدولة العربية: سياقات النشأة ومظاهر الأزمة الراهنة
- هل مازال الربيع العربي يمثِّل أفقًا للإصلاح والتغيير على مستوى الدولة والإقليم؟
- العرب والقوى الإقليمية الصاعدة
- الشباب وأزمة الدولة العربية
- حقوق الإنسان في مراحل الانتقال السياسي
- مائة عام على وعد بلفور: ماذا يعني وجود دولة إسرائيل في المنطقة؟
- خيارات العرب إزاء القوى الإقليمية الصاعدة: هل الصراع بين المشاريع الإقليمية حتمي؟
- أي مستقبل ينتظر منطقة الشرق الأوسط؟
تابعونا من خلال صفحات المنتدى:
https://www.facebook.com/aljazeeraforum/