في كلمته الرئيسية خلال منتدى الجزيرة، الذي يناقش في دورته الحادية عشرة "أزمة الدولة ومستقبل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط"، بالعاصمة القَطَرية، الدوحة، 15-16 أبريل/نيسان 2017، تناول رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري الأسبق والمنسق العام للهيئة العامة للمفاوضات، التصنيف السائد للجمهوريات العربية بعد انهيار الحكم العثماني، والذي ظل يعتبرها دولًا قومية، نافيًا أن تكون هذه الدول قومية بالمفهوم الحقيقي للقومية، بل كانت دولًا قائمة على مراعاة أهداف الدول الاستعمارية، وقد شكَّلت الهيئات الأممية في عصر ما بعد الاستقلال دورًا سلبيًّا على الدولة القُطْرِيَّة وأحدثت أزمة حقيقية بينها وبين شعبها، إلا أن مشكلة النشأة بدأت تتضح أكثر مع بزوغ الثورات العربية.
وفي ظل الصراع الإقليمي المحتدم وانهيار وضياع دول بكاملها، أكد حجاب أن أجندات بعض الدول الغربية اليوم تدعم النزاعات العِرقية والطائفية، وتساهم في تأجيج الواقع المأساوى في الدولة العربية، مشيرًا إلى أن "إشكالية الدولة العرقية لم تكن مطروحة إلا بعد حقبة الاستعمار؛ حيث لا يمكن لعِرق أن ينفرد بدولة في منطقتنا التى تعيش فيها أعراق كثيرة منذ مئات السنين".
وذَكَّر المنسق العام للهيئة العامة للمفاوضات مع النظام السوري بأهداف الثورة السورية؛ حيث هزَّت نسمات الربيع العربي البلاد، فاندفع الناس بسلمية يطالبون بحقوقهم، لكن سرعان ما تم ضرب الثورة السورية بمشروع التوسع الفارسي والحركات المتطرفة؛ وهكذا أصبحت سوريا عنوانًا لأزمة عالمية تشكِّل تهديدًا لبقاء الشرق الأوسط، معتبرًا أن حلَّها يستدعي تضافر الجهود، "ولتحقيق ذلك لابد من عزل المؤثِّرات الخارجية عن الأزمة السورية وهو ما يتطلب منَّا مساعدة الدول العربية الشقيقة لتحقيق هذا الهدف".