تحدث سعادة السيد أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بقطر، في كلمته الرئيسية خلال اليوم الأول من أعمال منتدى الجزيرة الحادي عشر، 15 أبريل/نيسان 2017، الذي تحتضنه العاصمة القطرية، الدوحة، عن الدور العربي في حل النزاعات الإقليمية، مبرزًا أن المنطقة العربية تشهد سيلًا من الصراعات التي أصبحت دائرتها تتسع بوتيرة أسرع؛ حيث تتفاقم المآسي الإنسانية مثلما يحدث اليوم في سوريا بسبب تَعَنُّت النظام وجرائمه المروعة وآخرها الهجوم الكيميائي على الشعب السوري الأعزل في مدينة خان شيخون.
واعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء القطري أن الحديث عن الدور العربي لحل النزاعات يقتضي أولًا ضبط مفهوم النزاعات التي تحتاج إلى دراسة وتحليل ومعرفة جذورها وأسبابها وطرق إدارتها وحلها؛ لذلك ليست النزاعات في نظره مجموعة أحداث متفرقة وإنما هي شكل معقَّد ومتشابك ومتعدد المسارات لا يحدث من فراغ. وأوضح أن الدور العربي في معالجة هذه الأزمات يتم إما عن الطريق المُؤَسَّسِي أو عن طريق الدول بشكل مفرد أو مجموعة من الدول، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية أسَّست مجلس السلم والأمن العربي لحل النزاعات لكن هذا الجهاز لم يكتمل ولم يتحرك. وتواجه الدول العربية مشكلة عميقة في الاستفادة من الجامعة العربية كإطار مُؤَسَّسِي للدول العربية.
وتوقف سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود عند أزمة دارفور؛ التي اعتبر أن خطرها وتأثيرها يتجاوز السودان ليشمل العالم العربي وأيضًا دول القارة الإفريقية؛ حيث أدركت قطر منذ البداية أن حل قضية دارفور لا يمكن أن يكون بمعزل عن إطارها الإقليمي وكذلك الدولي، بل هناك ضرورة ملحَّة أيضًا لمشاركة المجتمع المدني والسكان المحليين في تسوية الأزمة وليس فقط الحكومة والحركات المسلحة، مشيرًا إلى الدور البارز الذي لعبته قطر في حل الأزمة من خلال الجهود التي قامت بها بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء القطري أن غياب آليات التنفيذ تشكِّل إحدى الإشكاليات الراهنة التى تواجهها الدول والمؤسسات في حل الأزمات الإقليمية، مشيرًا إلى أهمية تحديد نوعية الأزمات للمساعدة في إيجاد حلول لها: هل تكتسي طابعًا سياسيًّا، أو اقتصاديًّا، أو اجتماعيًّا؛ حتى يتم التعامل معها بطريقة تلائم نوعية الأزمة، مضيفًا أنه "مع الصبر والحكمة تستطيع الدول العربية تحقيق المزيد من التدخلات الناجعة التى ستساهم -لا شك- في وقف الصراعات الإقليمية وتحقيق الأمن والأمان لشعوب المنطقة".
وفي ختام كلمته، أبرز سعادة السيد، أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود، أن كل نزاع له طريقة في الحل، "وإذا راعينا جميع التدخلات العربية وحاولنا الاستفادة منها وتطويرها فإن ذلك لا محالة سيقطع الطريق على التدخلات الأجنبية ويمنح الدول العربية المزيد من الثقة".