أصدر مركز الجزيرة للدراسات كتابا بعنوان "الحدود الإفريقية والانفصال في القانون الدولي" لمؤلفه الدريدي محمد أحمد، وسيقام حفل توقيع الكتاب بتاريخ 15 أبريل/نيسان 2017، ضمن فعاليات اليوم الأول من أيام "منتدى الجزيرة" في دورته الحادية عشرة بالعاصمة القطرية الدوحة.

يوضح الكتاب دواعي نشوء النظام الإفريقي للإقليم وكيفية تَشَكُّلِه ويُحَرِّر المفاهيم التي تميزه؛ فيُبَيِّن أن قرار الدول الإفريقية باحترام الحدود القائمة، دون أن تكون ملزمة قانونًا، قد قاد إلى إقرار "عدم المساس بالحدود الموروثة" قاعدةً عُرفية جديدة. إضافةً إلى ذلك، أدَّى إعلان القاهرة إلى تطوير ممارسة دولية في احترام واستدامة الوضع الإقليمي الذي تحقَّق عند الاستقلال، تطوَّرَت إثرها قاعدة "الوضع الراهن" التي تستديم الترتيب الحدودي الذي خلَّفه المستعمر. نتيجة لذلك، نشأ في إفريقيا نظام عُرفي للإقليم غيَّر كثيرًا من الكيفية التي ينطبق بها القانون الدولي على إفريقيا. وبشكلٍ خاص شدَّد ذلك النظام على منع إعادة ترسيم الحدود الإفريقية وحظر الانفصال جاعلًا من هذين العُرفين مبدأين قانونيين آمريْن لا يجوز للدول مخالفتهما أو الاتفاق على ما عداهما.

ويُبَيِّن الكتاب أيضًا القواعد القانونية البديلة التي ابتدعتها إفريقيا لتنظيم إقليمها وحدودها، ويدرس مسألة حظر الانفصال في إفريقيا؛ فيوضِّح كيف أن القاعدة الإفريقية لتحريم الانفصال جاءت نتاجًا لتكريس حدود الاستقلال واستدامة الوضع الإقليمي الراهن. فبسبب هذه القاعدة المركزية لا تتأتَّى المطالبة بالانفصال علنًا في إفريقيا ولا يجوز لدولة إفريقية أن تُقِرَّ مطلبًا انفصاليًّا صريحًا. وتحاشيًا للكُلفة السياسية الباهظة للمناداة بالانفصال جهرة، يعمد الانفصاليون في إفريقيا إلى التظاهر باحترام القاعدة الإفريقية ويتقدمون بدعاوى بديلة على أمل أن تلقى صدى لدى المنظمة الإفريقية واستجابة من الدولة الأم. فمنهم من يزعم أنه يسعى لإحياء حق قديم في استفتاء التحرر من الاستعمار كما حدث في إريتريا، ومنهم من يطالب بحق دستوري في تقرير المصير كما كانت دعوى جنوب السودان، ومنهم من يعمل للانفصال التصحيحي بزعم إنكار حقه في التمثيل الحكومي كما قيل بشأن كاتنقا. وقد أدَّى هذا التمويه إلى تشويه النظام الإفريقي للإقليم وتعقيد ظاهرة الانفصال في القارة مما صعَّب فهمها وعَسَّر من تقديم الحلول لها. 

نبذة عن المؤلف
محمد أحمد الدرديري: يمارس حاليًّا المحاماة ويباشر التدريس بجامعة الخرطوم. حاصل على الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة ليستر. نال ماجستير القانون من جامعة لندن، وماجستير القانون الدولي لحقوق الإنسان من جامعة أكسفورد. كان الممثل القانوني للسودان في النزاع الحدودي بشأن منطقة أبيي لدى المحكمة الدائمة للتحكيم بلاهاي. كما كان مقرِّرًا لمفوضية المراجعة الدستورية التي صاغت دستور السودان سنة 2005. عمل الدرديري سفيرًا بوزارة الخارجية السودانية، وكان عضوًا بوفد السودان المفاوض بشأن الاتفاقية التي منحت جنوب السودان تقرير المصير. وتشمل اهتماماته البحثية القانون الدولي للإقليم وقانون حقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي. 

معلومات عن الكتاب
اسم المؤلف: الدريدي محمد أحمد
تاريخ النشر: 15 مارس 2017
دار النشر: الدار العربية للعوم ناشرون / مركز الجزيرة للدراسات
عدد الصفحات: 344 صفحة
الطبعة: الطبعة الأولى

 

تابعونا من خلال صفحات المنتدى:
http://forum.aljazeera.net/ar
https://www.facebook.com/aljazeeraforum/
https://www.youtube.com/channel/UCie6UFPvyhogK1PBOo_a1Iw 
https://twitter.com/aljazeeraforum