أكد بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، في محاضرته، أن منتدى الجزيرة صار بحكم تراكماته السنوية يلعب دوراً مهماً في مقاربة القضايا المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط بل والعالم. وأوضح أنه لا يجب تعميم الاستنتاجات أو الأحكام أثناء معالجة القضايا العربية، فالمغرب وتونس ومصر وليبيا وسوريا يوجد بينها بعض الاختلافات والخصوصيات رغم القواسم المشاركة. وأشار إلى أن المنطقة تشهد تغيرات وتحولات كثيرة، ورغم التحديات التي تعرقل التغيير، فإن روحه لا تزال قائمة.

وبيَّن أرينج أن المسألة الجوهرية في المنطقة، تكمن في التوحد والتكامل؛ لأنها قلب العالم الذي يعيش اليوم توراث، ولا بد أن نحافظ على سلامة هذا القلب، وهذا يعني أن الدول العربية والإسلامية ستلعب دوراً مهماً في التوازن العالمي. وأضاف أن مطالب الحركات الشعبية التي بدأت في ديسمبر 2010 ركزت على الحقوق والعدالة؛ لأن السلطة كانت معزولة عن شعوبها في تلك الدول. ومن الواضح أن المسار الذي اتخذه الحراك في الدول العربية يعرف تحديات كبيرة في سوريا حيث المآسي الإنسانية، وفي مصر نشهد حدثاً مؤلما بتحول الربيع العربي إلى شتاء. 

وأوضح نائب رئيس الوزراء التركي أن بلاده لم يكن بوسعها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحولات التي يشهدها العالم العربي، حيث ترى تركيا أنه لا بد من وضع استراتيجيات بعيدة المدى، وليست قصيرة تقوم على مصالح يومية. وفي هذا السياق أكد أرينج أن البعد الاقتصادي للتحولات أمر مهم، لأن الله أنعم على هذه الأقاليم بالنفط والغاز، لذلك يجب استخدام هذه الموارد الطبيعية لأجل التوحد والسلام. وهذا له ارتباط بالمشكلة، فالبائع التونسي هو الذي أطلق شرارة الربيع العربي؛ لأنه كان عاطلا عن العمل. 

وأضاف أرينج أن السياسية والاقتصاد لا ينفصلان عن بعضهما البعض، ولا بد من استغلال إمكانات الاقتصاد لتحقيق السلام، وعلى الدول الغنية أن تساعد الدول الفقيرة، ومعلوم أنه من أصل 20 دولة قوية اقتصادية عالميا، توجد 3 دول فقط من الشرق الأوسط. فأمام دول الشرق الأوسط أن تحقق مشروع الاستقرار في المنطقة مما يجعل دولها تتبوأ مكانة مهمة ضمن الاقتصاديات العالمية القوية، خاصة أن دول المنطقة حققت نموا بنسبة 5% خلال الأعوام العشرة الماضية، وهذا مؤشر مهم.

ودعا أرينج إلى التبادل الحر، ورفع القيود أمام تنقل الأفراد، لتعزيز الاقتصاد في المنطقة، معبراً عن تفاؤله بمستقبل أفضل. وأشار إلى أن منتدى الجزيرة سيشكل منصة مهمة لمناقشة هذه المسائل للوصول إلى مصالح وقيم مشتركة.