منح الدكتور مصطفى سواق، المدير العام بالإنابة لشبكة الجزيرة، الضوء الأخضر لمدير مركز الجزيرة للدراسات الدكتور صلاح الدين الزين لتحضير ندوة دولية لتقييم أداء الجزيرة منذ تأسيسها، بحضور أكاديميين وخبراء في الإعلام، مؤكدا  في الوقت ذاته أن الجزيرة لم تتراجع ولن تتراجع يوما عن خطها التحريري المبني على الرأي والرأي الآخر، والتزام الحياد والموضوعية في تغطيتها المهنية.

وتحدث الدكتور سواق، على هامش منتدى الجزيرة الثامن، في جلسة نقاشيةعن القضايا التي تعنى بأداء قنوات شبكة الجزيرة، ورؤيتها ورسالتها، وصولاً إلى مراحل التطور التي عرفتها الشبكة بإطلاق قنوات الجزيرة الإنجليزية، والجزيرة أميركا، والجزيرة البلقان، وغيرها من المشاريع التي تعكس تطور الشبكة على مدار السنوات المتتالية.

كما أبدى سواق اعتزاز الجزيرة بكونها القناة العالمية الوحيدة التي تملك إدارة كاملة معنية بقضايا حقوق الإنسان والحريات، ما يعكس التزام الجزيرة بقضايا الشعوب، ولا سيما الدفاع عن الصحافيين والإنسان بصفة عامة في بيئات الحروب والنزاعات.

وبنبرة الصراحة والشفافية رد المدير العام بالإنابة على سيل من الأسئلة لفئات وشرائح مختلفة من الجمهور، من مختلف الجنسيات حول أداء الجزيرة، والانتقادات الموجهة للقناة إزاء تغطيتها لقضايا معينة، وفي مقدتها الشأن المصري والثورات العربية بصفة عامة.

وقال الدكتور مصطفى سواق في رده على سؤال بشأن تغطية الجزيرة للأحداث في مصر، إن الجزيرة "ليست لها أي أجندة سياسية أو أيديولوجية، وتغطيتها للشأن المصري لا تختلف عن تغطيتها لكافة الأحداث الأخرى".

وتابع يقول: "تعرضنا لحملات دعائية موجهة لتشويه صورة الجزيرة، وهذا ليس وليد اليوم، بل منذ انطلاق الجزيرة اتهمنا مرة بالعمالة للموساد، وللقاعدة، ثم للإخوان المسلمين، ونحن نؤكدأن الجزيرة ليس لها أي أجندة سياسية أو أيديولوجية". وأوضح سواق أن "الجزيرة لا تجد حرجا في تقبل كل الانتقادات، وإن ثبت أنها أخطأت في تغطيتها، فلن تتوان عن تصحيح الخطأ، وقد فعلت ذلك؛ لأنها معرضة للخطأ". وتابع يقول: "أنا أدعو من الآن مدير الجزيرة للدراسات للتحضير لندوة عالمية يحضرها خبراء وأكاديميون يتميزون بالاحترافية العالية والمهنية لأجل تقييم أداء الجزيرة، بما لها وما عليها، شرط الالتزام بالاحترافية".

وعن سر تفوق الجزيرة على قنوات عربية أخرى، قال "هناك مثلث يفسر سر التفوق، يقوم على عامل الحرية التي منحتها قطر لقناة الجزيرة، ودون تحديد سقف لمساحتها، إلى جانب التزام الشبكة بالمهنية التي يعمل وفقها أفضل الصحفيين والإعلاميين في العالم، ثم هناك عامل الدعم المالي الذي وفرته قطر للقناة".

واستدل سواق بآخر دراسة استبيانية لشركة "إيبسوس" العالمية  قبل أقل من شهر من الآن أكدت فيها استحواذ قناة الجزيرة على نسبة تفوق 42% من مجموع مشاهدي القنوات العربية في المنطقة، لافتا إلى أن "الاستبيان يؤكد بما يلا يدع مجالا للشك ريادة الجزيرة عربيا بين كل القنوات على رغم من كل حملات التشكيك التي تتعرض لها، وتشكك في تراجع مستوى مشاهدي قنوات شبكة الجزيرة الإخباربة".

وبشأن مصير الصحفيين المعتقلين في مصر أمام رفض السلطات المصرية الإفراج عنهم، قال سواق "نحن لسنا دولة أو جيشاً أو لنا سلطة لنفرج عن صحفيينا المعتقلين، لكننا سنستعمل كل الوسائل القانونية والسلمية للإفراج عنهم"، مضيفا "نحن نفتخر أن "هاشتاج" الجزيرة للتضامن مع الصحفيين تجاوز مليار متابع لحد الآن، وهذا غير مسبوق في أي حملة إعلامية لمساندة الناس في بقاع العالم".

وردا على سؤال حول منع محللين وضيوف مصريين من الظهور عبر القناة، قال: "أنا لا أتدخل أبدا في اختيار الضيوف، ولم يسبق أن منع أي ضيف مصري من الحديث عن الشأن المصري، عدا في حالات ثبت أن بعض الضيوف حاولوا التدخل في الخط التحريري للقناة، فرفضنا وتم إيقافهم مؤقتا".