أعلن مركز الجزيرة للدراسات في ختام أعمال اليوم الأول من منتدى الجزيرة الثامن عن إطلاق برنامج دراسي جديد يُعنى بالدرسات الإعلامية. وقال مدير مركز الجزيرة للدراسات الدكتور صلاح الدين الزين إن هذا البرنامج يأتي إدراكًا من مركز الجزيرة للدراسات لأبعاد تطور العملية الاتصالية والاتجاه المتسارع نحو وسائل الاتصال الحديثة والإعلام الجديد وانعكاسات ذلك على العلاقة التفاعلية بين وسائل الإعلام والجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية.
وأضاف الزين أن من أهداف هذا البرنامج توسيع مجالات عمل مركز الجزيرة للدراسات، وتطبيق ما ورد في استراتيجيته بالبدء في تخصصات بحثية جديدة، كما يؤمل أن يساعد صحفيي الشبكة على مواكبة أحدث المستجدات في مجال الدراسات الإعلامية، وتعزيز التواصل بين الشبكة والمجتمع الأكاديمي من خلال مساعدة الطلاب والباحثين وأساتذة الجامعات وتسهيل مهماتهم البحثية.
من جانبه قال الدكتور محمد الزياني أستاذ الإعلام بجامعة جورج تاون في كلمته التي عنونها بـ"حول الثابت والمتغير في الإعلام العربي"، إن الإعلام لعب دورا مهما في الانتفاضات التي شهدها العالم العربي خلال السنوات الثلاث، وأن ذلك يطرح مفهوم التغيير على محك البحث وبدلا من التفكير في ثنائية التغير والثبوت فإنه قد يكون مناسبا استعمال ثنائية أكثر صعوبة تتمثل فيما هو ظاهر وما هو باطن، ما هو قديم وما هو جديد. وقال الزيان إنه بدلا من أن ننظر إلى العالم العربي على أنه يمر بتغيرات بين ما هو ثابت ومتحرك، فالأفضل أن ننظر إليه على أنه يمر بمراحل بين ما هو سائد وما هو مهيمن، وهنا يمكن فهم دور الإعلام قبل وبعد الثورات.
ووفقا للورقة التأسيسية لبرنامج الدراسات الإعلامية فإن الهدف منه يتمثل في تقديم إسهامات جديدة في دراسة محتوى وسائل الإعلام المختلفة وتأثيرها، إلى جانب دراسة الجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية وتوجهاته وعاداته الاتصالية. وبصفة عامة يمكن لبحوث البرنامج أن تتوزع على ثلاثة مجالات رئيسية مترابطة هي: نقد الأساليب الفنية وأشكال (النوع، السرد...)، ودراسة عملية الإنتاج (مثل التكنولوجيات والأسواق)، والتحليل السوسيولوجي للمحتوى (من آثار أيديولوجية، استقبال واستهلاك،...)، كما أنه يمكن للدراسات التي يشجعها وينشرها البرنامج أن تسهم في استكشاف الأبعاد السياسية والمؤسسية والتقنية والتاريخية والثقافية والجمالية لوسائل الإعلام، وفي بحث السياقات والنظريات والثقافات، ويمكن لها أيضا أن تعزز فهم كيفية بناء المنتج الإعلامي استجابة للشروط التكنولوجية والمؤسسية والإبداعية والثقافية.
وعن البرنامج آليات العمل في هذا البرنامج أوضحت الورقة التأسيسية إن ذلك سيتم عن طريق التعاون مع باحثين متميزين في العالم العربي وخارجه، لإجراء بحوث وتأليف كتب وكتابة مقالات نقدية معمقة حول قضايا إعلامية ذات أولوية بالنسبة إلى المركز والشبكة، كما سهتم البرنامج بتصميم برنامج للمنح للدراسية ودعم بعض الرسائل الجامعية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في كليات وأقسام الإعلام في بعض الجامعات التي يختار المركز التعاون معها.