يشهد العالم العربي في أنحاء كثيرة منه صراعات معقدة ومتعددة الأسباب والمظاهر، تصاعدت وتيرتها عقب اندلاع ثورات الربيع العربي. بعض تلك الصراعات تفجرت في أشكال عنيفة تركت تأثيرات بالغة على حياة شعوب المنطقة وأصبحت تهدد كيانات دول بأسرها، كما أعادت تشكيل خارطة العلاقات والتحالفات الإقليمية والدولية. وأمام ضعف الدولة العربية وفشلها المتزايد وترهُّل النظام الإقليمي، الذي تشكَّلت ملامحه الأساسية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، برزت إلى الساحة قوى جديدة تنشط عبر الحدود وتُنازع الدولة سيادتها على أرضها واحتكارها للسِّلاح. بذلك دخلت الصراعات طورًا جديدًا من التعقيد، تداخلت فيه الأبعاد الطائفية والمذهبية بالمعادلات السياسية والاستراتيجية التي تحاول التأثير في حركة التغيير ورسم مستقبل المنطقة.

ونظرًا لتقاطع المصالح وتداخل الأدوار وتباين استراتيجيات الفاعلين في تلك الصراعات، فقد بات لزامًا بحث قضية الصراعات في العالم العربي وفهم مساراتها ومآلاتها في ضوء الدور الإقليمي لدول مؤثرة مثل المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا ومصر من ناحية، والدور الدولي الذي تلعبه دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا والصين وغيرها من ناحية ثانية.

في هذا السياق، تناقش جلسة الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع في العالم العربي، المحاور الأساسية التالية:

ما هي طبيعة الصراعات الجارية في العالم العربي ودوائرها وأبرز الفاعلين فيها؟
كيف تُدار الصراعات في العالم العربي؟ وأين تكمن الأدوار الإقليمية والدولية فيها؟
كيف يبدو مستقبل التوازنات الاستراتيجية في الشرق الأوسط في ظل الصراعات القائمة؟
أي مستقبل لحركة التغيير في ضوء التجاذبات الإقليمية والدولية؟