
عُقدت خلال اليوم الأول من منتدى الجزيرة التاسع، جلسة بعنوان "قصص إخبارية من السماء"، والتي نظَّمها مركز الجزيرة للتدريب والتطوير، وخلالها أكَّد منير الدايمي، مدير مركز الجزيرة للتدريب والتطوير في كلمة ترحيبية على أهمية مواكبة التطوير الحاصل في التكنولوجيا، وبخاصة في المجال الإعلامي الذي بات أكثر اهتمامًا بالصورة والتفاعل السريع معها، وهذا ما توفره طائرات بدون طيار "الدرونز" التي ظهر استعمالها في التغطية الإعلامية مؤخرًا.
وقال الدايمي: إن الرهان الذي سعى مركز الجزيرة للتدريب والتطوير إلى كسبه، هو توفير الخبرات وتحويلها إلى معرفة، مع ضرورة توفير هذه المعرفة وإتاحتها لجميع الشباب الإعلامي العربي حول العالم، داعيًا الحضور إلى الاستمتاع بالتعرف على الجوانب المثيرة في هذا المجال الذي أصبح يستقطب يومًا بعد يوم اهتمام المؤسسات الإعلامية والصحفيين.
من جانبه، استعرض سيرجي لوباشين، مؤسِّس شركة "بيرسبكتف روبوتكس" في سويسرا الجوانب الفنية التي تحكم تشغيل هذا النوع من الطائرات، وجهات التصنيع، ومختلف التشريعات القانونية التي تضبط استعمال هذا النوع في الغرب، والجهود المبذولة في المنطقة العربية لاعتمادها.
وخلال الجلسة، استعرض شريط فيديو أعدَّه مكتب قناة "الجزيرة" في غزة، قصة إنسانية تكشف حجم الدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي على القطاع العامَ الماضي، واعتبر لوباشير أن هذه الصور كانت رائعة ومن الصعب الحصول عليها لولا هذه الطائرة، لأنه من الصعب على أية مروحية التحليق في هذه المنطقة المحاصرة.
ودعا إلى العمل جميعًا من أجل توسيع استعمال هذه التكنولوجيا، وتسهيل عمل الإعلاميين باعتمادها، كما استعرض مختلف مراحل التشغيل والاستفادة من الصور التي يلتقطها هذا النوع من الطائرات بدون طيار من السماء، وآلية التحكم فيها من الأرض، وقال: إن جوانب السلامة في هذه الطائرات خاضعة للتحكم بشكل تام.
وأضاف: باعتبارنا شركة أوروبية، فنحن نتعاطى مع المشرِّعين الأوروبيين، لأن المُشكِل المرتبط بهذا النوع من الطائرات يبقى قانونيًّا، ثم تطرَّق إلى إمكانية حدوث مشكلة ما، وقال: إن هذه الطائرات يمكن التحكم فيها من خلال سلك يصل الطائرة والمتحكم على الأرض.
وتطرَّق لوباشين إلى أن التصوير الجوي موجود منذ بداية التصوير، واستعرض صورًا التُقطت قبل أكثر من خمسين سنة لتوثيق الأحداث من خلال استعمال بالون، وصور لمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، لافتًا إلى أن الشركة استمدت الفكرة من الطائرة الورقية، وقدرتها على توفير صور من الجو تعطي فكرة كاملة عن المكان، مع تطوير أساليب استعمال حديثة. وتطرق إلى أن الحياد والصدق في نقل الأخبار والاستقلالية والإنسانية، والمساءلة والمحاسبة، هي أبرز الجوانب الأخلاقية المرتبطة باستعمال هذا النوع من الطائرات، وقال: إن التكنولوجيا لا تتلاعب بالحقائق، وبالتالي وجب تحري هذه المعايير المهنية دومًا.
وبشأن الجوانب الفنية وإمكانية تعرُّض هذا النوع من الطائرات لأضرار بسبب الأمطار أو الرياح، والصوت القوي الذي تُصدره، استعرض لوباشير التحديات التي تتغلب عليها الطائرات، إلى جانب ضمان أفضل جودة ممكنة للصورة التي تمثل أكبر قيمة تنقلها الطائرات.
وتوقَّع لوباشين أن يكون هناك عدد أكبر من الطائرات المصوِّرة في السماء، وهذا يصبُّ في صالح مستقبل الإعلام ومستقبل هذه التكنولوجيا، لافتًا إلى أن الهدف بناء أصناف جديدة لم تخطر على بال الناس.