في الجلسة الخاصة حول "مستقبل السرد التفاعلي" (موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية) التي كانت مسك ختام اليوم الثاني من منتدى الجزيرة التاسع، تحدث محمد الحداد: منتج تفاعلي أول بموقع الجزيرة الإنجليزية، وكونستانتينوس أنطونوبولوس: منتج أول بالجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية، عن كيفية استعمال أفضل التكنولوجيات لرواية الأخبار، وتقديم الخبر في الوقت المناسب، وليس الأهم السرعة فقط. وقاما بسرد تقنيات جديدة في رواية الأخبار، وإطلاق الأخبار بطريقة تفاعلية.

وتحدث كونستانتينوس عن مفهوم (LONGEFORM )، أي: محاولة تفكيك الروايات والأخبار والصور التي ننتجها يوميًّا لنروي أخبارًا معمَّقة، قدر الإمكان. وقدَّم مثالًا عن أفضل الروايات التي أنتجتها الجزيرة الإنجليزية العام الماضي حول "كيف أصبحت إسرائيل لاعبًا قويًّا في الطاقة بالشرق الأوسط بالتعاون مع مسؤولين مصريين؟".

وبيَّن أن كتابة القصة تمر بمراحل، تبدأ بتفكيك أي مشروع قصة إلى ثلاث طبقات: القصة، فالسَّرْد والرواية، ثم التوزيع. ولابد من قوانين حاسمة للتوزيع، لكن السَّرْد يحدث، من خلال حقن التكنولوجيا في القصة، وسرد تفاصيل حياة الناس.

ثم عرض قصة "الحرية المفقودة" التي تتناول قصة الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وما يواجهون ويشعرون، قبل إطلاق سراحهم بعد أن يكونوا واجهوا تحديات. وهي رواية قصة اجتماعية، تبدأ بتصميم مشروع عن قصة إنسانية، والرسالة التي نريد أن نوصلها للناس من وراء القصة.

ولفت المتحدث إلى أنه حينما تكون لدينا الفكرة، يجب أن تقوم بحبك القصة، وتبدأ بالشخصيات والبيئة، والتوقيت، والذهنية التي كانوا يتحلَّون بها لحظة اللقاء بهم، فلابد من تفاعل، وتتطور الحبكة على الورق إلى مراحلها النهائية. 

أما الخاتمة، فهي النقطة التي تتجلَّى فيها أمامنا الفكرة، ونقول: نعم، لقد وصلتني رسالة الراوي، وما تحاول الشخصيات الأساسية في القصة توصيله وتجاربهم.

كما لفت المحاضران إلى نقطة رئيسة تتعلق بضرورة الاهتمام بردود الفعل من المستخدمين، وجذبهم عاطفيًّا.

بدوره، تناول محمد الحداد بالحديث إحدى أعقد الروايات، وهي "الحرب بالناحية الأخرى من النهار"، وتروي قصة أناس يهربون من الحرب إلى ضفة أخرى ليست آمنة، فأنت كمشاهد تتعاطف مع الناس.

ونوَّه الحداد إلى أنه لابد لمحرر الأخبار في الإنترنت من تصميم جيد للموقع التفاعلي، كما أنه لابد أن نقوم بتصميم القصة، ونوزع فرقنا على الميدان لإعداد تفاصيل القصة، قبل روايتها والتفكير في تسويقها، والتفاعل معها من قِبل الجمهور.

وتحدَّث الحداد عن نجاح القصة التي كانت متوفرة على شبكة الجزيرة الإعلامية بأربع لغات، وتطلَّبت عملًا تفاعليًّا، من خلال عرض لقطات فيديو حول فلسطين، بسرد المحتوى الرقمي.

كما سرد محمد الحداد قصة "فلسطين ريميكس"، مشيرًا إلى أن البداية كانت بكتابة كل محتوى الفيديو، وربطنا الكلمات بكل أجزاء الثواني في الفيديو، ليسهل البحث عنها باستخدام الكلمات، ما يمنح محتوى رقميًّا عن فلسطين.

وأضاف: قمنا بتحميل 500 قرية استولت عليها إسرائيل، وبفضل المنصة الرقمية، نمنح الفرصة للناس للبحث عن القرى التي عاش فيها آباؤهم، وكيف أصبحت؛ فتوفر لدينا قاعدة بيانات، وهذه البيانات تمت لأول مرة في قناة إعلامية عبر العالم، ولن تجدها في غوغل.

وبالنسبة لصحافة البيانات، أطلقت قناة الجزيرة مبادرات حول كيف يمكن للصحافة البيانية أن تروي أخبارًا كثيرة وقصصًا، باستخدام جميع البيانات لرواية القصص. وطرحت استبيانًا بيَّن أننا نقضي 70 بالمائة من وقتنا في القصة والبحث عن قيمتها، و20 بالمائة من وقتنا في التطوير، و10 بالمائة نقضيها في ترجمة القصة ونشرها على البيانات. 

وخلص للقول: "إن تصميم بيانات القصة قد يغيِّر نظرتك للقصة، لأن البيانات تجعل القصة أكثر تفاعلية، شرط أن تحرص على شفافية البيانات".