
مرت قرابة 20 عامًا منذ أن وضع التدخل الغربي حدًا للحرب والعدوان والإبادة الجماعية في البوسنة (1992-1995). حيث وُقعت اتفاقات دايتون في باريس في ديسمبر /كانون الأول عام 1995، ونُشرت قوة التنفيذ التي قادها حلف شمال الأطلسي (آيفور) في البوسنة والهرسك. وانتهت الحرب بدون فائز ودون إقرار العدالة.
ظلت المعاهدة، التي كانت توصف بأنها حل مؤقت، سارية منذ ذلك الحين، وشكل إرثها البلاد من الداخل. فقد خلقت دولة مجزّأة ومفككة، مما صعّب على الجماعات العرقية الثلاث التي تعيش في البلاد الاتفاق على الإصلاحات الضرورية والمضي بالبلاد قدمًا. ربما لهذا السبب تحديدًا فُرضت معاهدة السلام: لإقامة دولة تعاني من الجمود، ودستورها معطل ومفتقر إلى العدالة والإنصاف.
ويبدو أن القوى العالمية على وشك تكرار نفس الأخطاء في سوريا. فبالنظر إلى التطورات الراهنة في سوريا وتقسيم المنطقة على أسس عرقية أو أيديولوجية؛ يتضح لنا أن تكرار سيناريو البوسنة بات أمرًا غير مستبعد.
هل تُفرض معاهدة سلام مجحفة تؤدي إلى تقسيم سوريا، واعتماد اللامركزية في اتخاذ القرارات، وضعف التوافق على مستوى الدولة؟ هل من المتوقع قيام دول فيدرالية للعلويين والسنة والأكراد، وهل هذا قابل للتنفيذ، في ظل الأيديولوجيات والعقليات المختلفة والرغبة في الانتقام؟ بالنظر إلى التجربة البوسنية، هل ينبغي على المعارضة السورية قبول أي معاهدة سلام دون ضمانة لتحقيق العدالة المستدامة؟
المتحدثون
- روي غوتمان، مدير مكتب صحيفة ماكلاتشي في الشرق الأوسط، الولايات المتحدة.
- حارث سيلايديتش، الرئيس ورئيس الوزراء الأسبق لجمهورية البوسنة والهرسك، البوسنة والهرسك.
- لؤي صافي، رئيس المجلس السوري-الأمريكي، سوريا.
- أمير سوياجيتش، نائب وزير دفاع جمهورية البوسنة والهرسك، البوسنة والهرسك.