اتفق المشاركون في ندوة "دور الجيوش في السياسة"، التي عُقدت في إطار فعاليات منتدى الجزيرة التاسع، على ضرورة خروج الجيوش في المنطقة العربية من مجال العمل السياسي، مؤكدين أن استمرار انخراط بعض الجيوش العربية في السياسة يعد أحد أهم أسباب تأخير التحول الديمقراطي وتحقيق سياسات التنمية التي تستهدف رفع مستوى معيشة المواطنين.
وقال توفيق هامل، الباحث في التاريخ العسكري ودراسات الدفاع في فرنسا: إن دخول العرب في اتفاقيات سلام مع إسرائيل جعل الجيوش تتوجه الى الداخل. وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 برزت ظاهرة "عسكرة الشرطة" والأجهزة الأمنية.
وقال وائل الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية: إن حلَّ الجيش العراقي بعد الاحتلال عام 2003 حوَّل البلد إلى ساحة لتصفية حسابات بين الدول الإقليمية .
من ناحيتها، قالت عائشة صديقي، من باكستان: إن الصورة الدارجة عن باكستان أن الجيش مستقل عن السياسة والإعلام، ولكن هذا الأمر غير صحيح، لأن مستوى الصراع بين الجيش والمجتمع أعلى بكثير.
أمَّا الباحث التركي، إسماعيل نعمان ثلجي، فشرح دور حزب العدالة والتنمية في تحييد الجيش بعد عملية صراع مع القوى الليبرالية والعلمانية وهو ما عكسه الاستفتاء الذي أدَّى إلى الحدِّ من تدخل الجيش في السياسة.
ومن ناحيته، قال اللواء محمد الأمين خليفة، وهو جنرال سوداني متقاعد: إن الدولة التي لا تضع الجيش على رأس سُلَّم أولوياتها ستظل دولة ضعيفة وفاشلة.
واعتبر الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية المعارض في مصر: إن ثورات الربيع العربي في مصر وليبيا وسوريا واليمن كانت ضد حكم الجنرالات للنُّظُم العربية.