تباينت آراء المشاركين في ندوة "الأزمة السورية ومخاطر تكرار سيناريو البوسنة" التي نظَّمتها قناة "الجزيرة بلقان" بشأن أوجه التشابه والاختلاف بين الأوضاع في سوريا والبوسنة والهرسك.
وقال حارث سلاديتش، الرئيس الأسبق لجمهورية البوسنة والهرسك: إن الجميع أصبح يعاني في سوريا من استمرار الحرب لسنوات، واستمرار التدخل الأجنبي ما يمكن أن يؤدي لإطالة أمد الحرب بل والتسبب في حرب باردة دولية جديدة، وهو ما ينذر باستدعاء المجتمع الدولي للتوصل لاتفاق لن يكون على غرار اتفاق سايكس-بيكو السري.
من ناحيته، ركَّز روي غوتمان مراسل الشرق الأوسط في مجموعة "ماكلاتشي" الصحفية على المعاناة الإنسانية للسوريين في الداخل والخارج والتي فاقت معاناة البوسنيين بدرجة كبيرة.
أما لؤي صافي، مؤسس المجلس السوري-الأميركي، فأشار إلى أن سوريا والبوسنة يشتركان في ثلاثة قواسم مشتركة، هي: أن غالبية سكانهما من المسلمين، ويتمتعان بتنوع عِرقي وديني كبير، إضافة إلى أن كلتيهما شهدتا تجربة مروِّعة في الحرب الأهلية وعانتا من قلة مبالاة المجتمع الدولي بالمآسي الإنسانية فيهما.
وتطرَّق صافي إلى البعد الجيوستراتيجي لسوريا باعتبارها أكبر في الحجم والمساحة من البوسنة مُشيرًا إلى أن سوريا تتداخل مع المنطقة المحيطة بها بعكس البوسنة التي تُعدُّ جزيرة إسلامية في قلب أوروبا لا تؤثر كثيرًا في المحيط الجغرافي المجاور لها.
وشدَّد صافي على أن تركيز نظام بشار الأسد على فكرة التسامح والتعددية هي عملية تضليل نظرًا لأن تلك التعددية والتسامح موجودان في المجتمع السوري قبل مجيء نظام الأسد بقرون طويلة. بل إن النظام تلاعب بتلك الميزة في الكثير من الأحيان، موضحًا أن المجتمع الدولي يفضِّل النظر للأزمة السورية بعدسة الأقليات فقط.