شهدت الجلسة الختامية للمنتدى التاسع لشبكة الجزيرة الإعلامية بعنوان: "الاستبداد ومستقبل الديمقراطية في العالم العربي"، تنوعًا وثراءً كبيرين في الآراء بشأن النماذج المختلفة التي يمكن أن تنتهجها البلدان العربية للتحول نحو الديمقراطية.
واعترف محرر ميديل إيست، ديفيد هيرست، بأن ثورات الربيع العربي التي حدثت في العام 2011 مثَّلت تغيرًا عميقًا يشابه الثورة الفرنسية أو نشوء ما كان يُعرف بالاتحاد السوفيتي، مؤكِّدًا في الوقت ذاته أنه يتعين علي البلدان العربية ألا تُنصِت لروسيا أو لأوروبا بل عليها أن تقوم بتطوير نموذج للتحول الديمقراطي خاص بها وحدها.
وقدَّمت رولا دشتي، وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية السابقة وعضو مجلس الأمة الكويتي، مقاربة أشارت فيها إلى التجربة الكويتية واتهمت بعض التيارات السياسية وقوى أجنبية -لم تحددها بالاسم- باستغلال صحوة شبابية ضد الفساد والاستبداد للمطالبة بتغيير النظام من خلال قوة الشارع.
وقال جمال حشمت، رئيس "البرلمان المصري في الخارج": إن مصر تشهد حاليًا انتهاكات واسعة لحقوق الانسان، منتقدًا ما أسماه بازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي تجاه الوضع في مصر، مؤكدًا أن تحالف دعم الشرعية يسعى لاسترداد الحرية وأن الثورة السلمية الشعبية هي السبيل إلى ذلك من أجل أن يشارك أبناء مصر جميعًا في بنائها.
من جهته قال سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنغز في الدوحة: إن العالم كله يمر بمرحلة انتقالية وليس العالم العربي فقط، وتوقع أن تستغرق هذه المرحلة فترة طويلة من الزمن لأنها تشهد عملية تغيير ضخمة، مشيرًا إلى الدور الذي تلعبه وسائل الاتصال الحديثة في هذه التغييرات. وتطرقت محرزية العبيدي، عضو مجلس نواب الشعب التونسي، إلى الفرق بين الثورات العربية ومثيلاتها في شرق أوروبا مشيرة إلى وجود محيط إقليمي مساند لهذه الأخيرة ممثَّلًا بدعم الاتحاد الأوروبي، أمَّا في الحالة العربية فإن المحيط كان رافضًا للثورات وغير مساعد على المطالبة بالحريات. وعزتْ نجاح التجربة التونسية إلى عدة أسباب، منها: وحدة التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد وأيضا وعي الفرقاء بضرورة إعلاء الحوار والتوافق من أجل مصلحة الوطن.
أمَّا الصحفي والمحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان ففسَّر الواقع العربي بالتجريف السياسي في عهد الاستبداد، والصراعات المستمرة خلال أربعة عقود، ومنع الإسلاميين والليبراليين من ممارسة التنافس السياسي الحقيقي.