في ورشة عمل نظمها مركز الجزيرة للتدريب والتطوير الإعلامي حول التحقق من صحة الأخبار، أكد فيها منتصر مرعي، المستشار بالمركز، أننا نعيش في هذا الزمن المتسارع إعلاميًّا؛ حيث لم يعد المراسل الصحفي اليوم هو المسؤول الوحيد عن نقل الصورة؛ بل المواطنون الصحفيون الذين تفوَّقوا على الصحفي المحترف في هذا المجال، وأضاف: إن السؤال الملحَّ هو: أين هي الحقيقة من كل ما يُعرَض ويُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟
من جانبه، قال سام دوبيرلي، من مؤسسة "آي وتنس ميديا" بالمملكة المتحدة: إن فرص التلاعب بالصورة أصبحت متاحة اليوم بشكل مبالغ فيه؛ حيث إن هناك وسائل إعلام تعتذر لمشاهديها عن صور اتضح بعد التدقيق فيها أنها غير حقيقية أو مدلَّس فيها، لأن هذه قضية أخلاقية لا يجب القفز عليها.
بدورها، استعرضت جمانة عنتر، مديرة الاتصالات المؤسسية-فيسبوك بدولة الإمارات العربية المتحدة، سبل البحث عن صحة الأخبار، وتفاوت القنوات الإعلامية في نقل الحقيقة كما تراها.
وقالت: إن "الحقيقة" تختلف من مؤسسة إعلامية إلى أخرى، حسب طريقة التناول والتعاطي، وزاوية المعالجة؛ حيث قدَّمت عرضًا تجسيديًّا للحقيقة كما تراها المؤسسات الإعلامية وكما ينظر إليها الجمهور المشاهد.
أما خالد طه، الرئيس التنفيذي لشركة "توت" بالأردن، فتطرَّق إلى بناء القصة المضلِّل حتى لو كانت الصورة حقيقية، وقال: إننا اليوم بدأنا نتحقق من الأخبار وما يُتدَاول من أخبار كاذبة لا تنقل إلا جزءًا من الصورة، وتوظيفها في غير السياق المتعلِّق بها.
وقال: إننا نحتاج إلى تحديث قواعد صناعة الإعلام ومنهجيات التحقق والتثبت، ونحن بحاجة إلى الحسِّ الصحفي والخبرة الصحفية.
وضرب مثلًا بالجزيرة والعناصر الثلاثة التي تتحكم في عملية التحقق، وهي: الآليات المعتمدة، ثم الحِسُّ الصحفي والزاوية لتناول الخبر، ثم السياسة التحريرية للمؤسسة.
وقال: إن أهم ما وفرته منصات التواصل الاجتماعي، هو الانتقال من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي، لكن بقي الإشكال في المحتوى ومضمونه.
من جانبه، تطرَّق فيصل عبد الله الهيثمي، أخصائي الإعلام الرقمي بوزارة الاقتصاد والتجارة بقطر، إلى ما يحكم خصوصية وسائل التواصل الاجتماعي، وأساسها السرعة في الانتشار وتوسيع قاعدة المتابعين، وذلك خاضع لأهمية الشخص المرسِل لها.
وقال: إن منصات التواصل الاجتماعي باتت فضاء لتداول الشائعات والأخبار التي تؤثِّر على حياة الأشخاص والمجتمع، لافتًا إلى تعامل الجهات المسؤولة في قطر باهتمام كبير، يروم التحذير من بثِّ الأخبار الزائفة.