يعيش جزء واسع من رقعة العالم العربي في أجواء صراعات متعددة ومتنوعة الأسباب والأشكال، وهي في كثير من الأحيان تتقاطع فيما بينها وتتوالد من بعضها البعض. إذا كانت إخفاقات الدولة الوطنية وفشل الأنظمة السياسية في تحقيق التنمية وإرساء الديمقراطية والحفاظ على السيادة وإنجاز التكامل العربي من أبرز الأسباب التي تخلق الأزمات وتفجِّر الصراعات، فإن السياقات التاريخية المعقدة التي مرت بها المنطقة العربية، وأعادت تشكيلها وفق رؤية ومصالح القوى الأجنبية، تدفع إلى اعتماد تفسيرات مختلفة ينبغي لها أن تُبحث في مقاربات متعدِّدة الأوجه والزوايا لكل تلك المسارات.
وأيًّا كانت الأسباب، فإن الصراع بات يُميِّز منطقتنا العربية ويغطي حيزًا مهمًّا من خارطتها، خاصة في السنوات الأخيرة.
من التجليات التي أفرزتها الصراعات: صراع على صعيد الهوية في أبعادها الوطنية والقومية والدينية، وصراع طائفي ومذهبي وأيديولوجي، وصراع بين الدولة والجماعات المسلحة، وصراع بين الاحتلال والمقاومة، وصراع بين قوى التقسيم والتفتيت وقوى التوحيد والتكتيل. ومن أنماط الصراع التي تفجرت على إثر ثورات الربيع العربي، الصراع بين الثورة والثورة المضادة أو بين النظام القديم ومحاولات إرساء أنظمة سياسية جديدة.
في ظل هذه الديناميكية المتصاعدة بين صراعات قديمة وأخرى جديدة وبروز رغبة عارمة في التغيير لدى قطاعات واسعة من الشعوب العربية، تبدو المنطقة مقبلة على مُراكمة حالة عدم الاستقرار، على الأقل في المستقبل القريب.
تبحث هذه الجلسة أسباب الصراع وتجلياته وتداعياته المحتملة وسيناريوهات التغيير المُمكنة، وتحاول الإجابة على الأسئلة المهمّة التالية:
- ما هو مدى مُساهمة الفشل السياسي والاقتصادي لدولة ما بعد الاستقلال في تفجير الصراعات وإدامتها؟
- ما هي الأسباب الكامنة وراء تفاقم الصراعات المذهبية والطائفية في المرحلة التي تلت ثورات الربيع العربي؟
- هل في ظهور الجماعات المسلحة وتعاظم قوتها تهديد لمفهوم الدولة أم شكل مُختلف من أشكال التغيير؟
- الثورة والثورة المضادة: كيف تبدو خارطة المنطقة السياسية في المرحلة القادمة؟
- إلى أي مدى يمكن للصراعات القائمة أن تعيد رسم الحدود وميلاد شرق أوسط جديد؟
المتحدثون
- مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري.
- لينا الخطيب، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط.
- خوان كول، أستاذ كرسي ريتشارد ميتشل الجامعي للتاريخ بجامعة ميتشيغان.
- عبد الوهاب الأفندي، قارئ في الشأن السياسي بمركز دراسات الديمقراطية بجامعة وستمنستر.
- هيمن هورامي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية بالحزب الديمقراطي الكردستاني.