في خضم هذا السياق الإقليمي المتحرك والمتسم بالفوضى وعدم اليقين، يبدو أن غياب تصوُّر للمستقبل يخلِّص المنطقة وشعوبها من الاستبداد الداخلي والتبعية للخارج وكأنه الثابت الوحيد. وبين الأجندات المتنافسة والمتصارعة على مستقبل الشرق الأوسط في أبعادها الوطنية والإقليمية والدولية تتعدد الخطابات وتتقاطع أولويات القوى المتصارعة. فثمة من يدعو إلى محاربة الإرهاب، وفي الوقت ذاته يدعم أنظمة الاستبداد بدعوى المحافظة على الاستقرار وتثبيت سلطة الدولة. وثمة قوى تؤيد مطالب الشعوب في التحرُّر وبناء أنظمة ديمقراطية، وأخرى تشارك في قمعها وإعاقة حركة التغيير. وبين هذا وذاك، تتناسل الأزمات وتتفجَّر الصراعات الإثنية والثقافية والطائفية. فإلى أين يتَّجه الشرق الأوسط في ظل أوضاعه الراهنة؟